الجروح البسيطه
مع تسلق الأطفال الأشجار ومطاردتهم الفراشات، لا يخلو اليوم من جرحٍ أو خدش. قصص الجروح البسيطة تروى في كل بيت، ولكن ما بين اللحظة التي يتعثر فيها القلب مع تعثر القدمين وسقوط الصغير، وبين الابتسامة التي تعقب زوال الألم، تكمن خطوات مهمة يجب أن نتقنها لنضمن شفاء الجرح دون مضاعفات.
في أول الأمر، تنظيف الجرح هو المفتاح لمنع العدوى. تخيلوا معي، طفلٌ يعود من اللعب بجرحٍ في ركبته، الدموع في عينيه تخبر عن مغامرةٍ انتهت بسقوط. تقترب الأم بهدوء، تحمل في يدها قارورة ماء نقي تغسل بها الجرح، تزيل الأوساخ والحصى بلطف، وكأنها تزيل عن كتفيه أثقال العالم.
ثم تأتي لحظة تعقيم الجرح، هنا تكمن الحكمة في اختيار المطهر المناسب. لا نحتاج لأن نجعل الطفل يعيش رعب الحرقة مع الكحول، بل يكفي محلول مطهر لطيف ينظف دون ألم. ومع كل رشة من المحلول، تتطاير الجراثيم خوفًا من قوة الأم الحانية.
بعد التنظيف والتعقيم، يأتي دور الضماد. متى نستخدمه ومتى نترك الجرح يتنفس؟ إنه سؤال يقظ في أذهان الكثيرين. القاعدة بسيطة، إذا كان الجرح ينزف، فالضماد ضروري لاحتواء النزيف. وإذا كان سطحيًا، فقد يكون من الأفضل أن يلتقط أنفاسه تحت سماء الغرفة الصافية.
ولكن، كيف نعرف أن الجرح بدأ يروي قصة أخرى، قصة العدوى؟ الاحمرار حول الجرح، الحرارة، التورم، والألم المتزايد، كلها إشارات تحذيرية تنادينا لطلب العون الطبي. ومع كل قصة جرح، نتعلم درسًا جديدًا في كتاب الحياة، درسًا عن الحب، العناية، والقوة التي تكمن في لمسة الأمان التي تقدمها يد الأم.